عاجل
2 فبراير 2023 على الساعة 21:30

أخنوش: إسبانيا تحلت بشجاعة الواقعية التاريخية في دعم الحكم الذاتي

قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، إن العلاقات المغربية الإسبانية عميقة ووثيقة ومثالية، وأشار إلى أنها دخلت عهداً جديداً في ظل دعم الحكومة الإسبانية الحالية خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

وقال أخنوش، في اختتام المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني اليوم الأربعاء في الرباط، بحضور رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: “كانت لإسبانيا شجاعة الواقعية التاريخية بدعم خطة الحكم الذاتي، وهو الأمر الذي لا يسعنا إلا أن نشيد به عاليا، دولة وشعبا”.

وأشار رئيس الحكومة المغربية إلى أن المنتدى الاقتصادي “يمثل مناسبة لتعزيز ودعم الشراكات الاقتصادية بين المقاولات المغربية والإسبانية، وكذا تسريع وتيرة الاستثمار المشترك في القطاعات ذات الأولوية، في ظل الدينامية السياسية التي تشهدها العلاقات بين بلدينا الجارين والصديقين، واستنادا إلى المرجعية التاريخية والروابط الإستراتيجية التي تجمع بينهما”.

المسؤول الحكومي ذاته قال في كلمته أمام رجال الأعمال المغاربة والإسبان: “لا يخفى عليكم أن العاصمة الاقتصادية لبلدنا، الدار البيضاء – “Casablanca” تحمل اسما إسبانيا، وأن العاصمة الإدارية لإسبانيا، مدريد، تحمل اسما عربيا؛ كما أن 900 ألف مغربي ومغربية يعيشون اليوم بإسبانيا، ومضيق جبل طارق الذي يفصل بيننا لا يتعدى طوله 14 كيلومترا”.

كما أورد أخنوش: “العلاقات التي تجمع بلدينا عميقة ووثيقة، كما أن المبادلات بيننا غنية وتتجدد باستمرار. وإن كانت هذه العلاقات قد عانت، في بعض الفترات، من سوء الفهم، فقد كنا دائما نجد السبل الكفيلة بتجاوز ذلك، حيث أدركنا، وعلى مر التاريخ، أننا نكون أكثر قوة متى كنّا مُجتمعين”.

ظرفية صعبة
أشار أخنوش إلى أن “العالم يعيش منذ سنوات ظرفية صعبة، زاد من حدتها جائحة كوفيد-19، وعودة الحرب إلى أوروبا، فضلا عن تزايد ظاهرة الاحتباس الحراري التي تؤثر علينا جميعا”، واعتبر أن “أفضل جواب عن هذه الظرفية الصعبة هو العمل سوياً ويداً في يد لبناء مستقبل أفضل”.

كلمة أخنوش تطرقت للتعاون الأمني بين البلدين، مورداً قيام الفرق الأمنية الخاصة من الجانبين في يناير الماضي بتفكيك خلية إرهابية بالمغرب وإسبانيا، ولافتا إلى إدانة الرباط بشدة الهجوم الإرهابي على كنيستين بالخزيرات.

حديث رئيس الحكومة تطرق أيضاً لما يقوم به المغرب في مجال ضبط تدفق اللاجئين، إذ قال إن المجهودات المبذولة سنة 2021 أسفرت عن منع 63,000 محاولة للهجرة غير الشرعية، كما مكنت من تفكيك 250 شبكة لتهريب المهاجرين.

وعلى المستوى الطاقي، لفت المتحدث ذاته إلى أن أنبوب الغاز المغاربي-الأوربي مكن على مدى 25 سنة من تزويد إسبانيا بالغاز مرورا بالمغرب، وأضاف: “بالنظر إلى المعطيات الجيوسياسية الحالية (في إشارة إلى عدم تجديد الجزائر عقد توريد الغاز) فقد أظهر بلدانا حساً عالياً من التعاون والمرونة من خلال الإبقاء على هذا الخط وعكس تدفق الأنبوب من أجل تزويد المغرب بالغاز الطبيعي المسال عبر إسبانيا”.

أول شريك تجاري
تعتبر إسبانيا أول شريك تجاري للمغرب على مستوى الصادرات والواردات معا. كما يعد المغرب ثالث شريك تجاري لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وأول وجهة للصادرات الإسبانية في إفريقيا والعالم العربي.

وفقاً للمعطيات التي قدمها رئيس الحكومة، بلغت قيمة المبادلات التجارية 17 مليار أورو سنة 2021، فيما عرفت في الأشهر التسعة الأولى من سنة 2022 ارتفاعا بنسبة 21%؛ وعلى مدى عقد من الزمن، ارتفعت قيمتها بنسبة 8% سنويا كمعدل، وتشكل حاليا خمس المبادلات التجارية للمغرب مع باقي دول العالم.

وفي المغرب توجد أكثر من 700 مقاولة ذات رأسمال إسباني، كما أن أكثر من 20,000 شركة إسبانية تصدر منتجاتها وخدماتها نحو المملكة، وهو دليل آخر على أن طبيعة المبادلات تزداد غنى وتنوعا، بحسب أخنوش.

جدير بالذكر أن حلول رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بالمغرب على رأس وفد حكومي كبير يندرج في إطار انعقاد القمة المغربية الإسبانية غداً الخميس، التي ستعرف توقيع عدد من الاتفاقيات بهدف تعزيز التجارة الثنائية والاستثمارات.

هسبريس بتصرف