في ختام أيامه، تضمن الحدث الأكبر بالنسبة لسوق الشركات الناشئة من دول العالم أجمع جلسة نقاش ركزت على كيفية استثمار إمكانيات السوق الهائلة في القارة الإفريقية.
“تكنولوجيا المناخ” تخدم الاستدامة
على مدار الأيام الأربعة الماضية، كانت “الاستدامة” محورا بارزا دارت حوله رحى نقاشات معرض “إكسباند نورث ستار”، مما ينسجم مع مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة لحشد الزخم مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف “COP28” شهر نونبر 2023.
واستضافت الفعالية ذاتها هذا العام-بالتعاون مع “جيتكس إمباكت”-حدثين بارزين يفصحان عن أجندة المستقبل التي لا يتجزأ المناخ منها، هما: “المنتدى العالمي للاستثمار المستدام، ومنتدى رأس المال الجريء المحايد مناخياً، في مركز دبي التجاري العالمي.
وتركزت مساهمة النشاطين معا حول “حفز التمويل المتعلق بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات”، فيما يتوقع المستثمرون أن يتم ضخ ما بين 1.5 إلى 2 تريليون دولار سنوياً في الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ والتكنولوجيا النظيفة بحلول العام 2050.
ولم يَغب الزخم الكبير الذي يشهده مؤتمر الأطراف (COP28) عن معرض “جيتكس غلوبال” الذي أطلق لأول مرة “جيتكس إمباكت”، الفعالية الأبرز في المنطقة لحفز تكنولوجيا المناخ بهدف استكشاف حلول الطاقة النظيفة من أجل معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتجمع الفعالية قادة الاستدامة العالميين لإيجاد ومناقشة حلول واستراتيجيات التحول الأخضر، مما يساهم في تمكين الشركات والمشاريع الناشئة في مجال تكنولوجيا المناخ عبر تبني خطة لدعم أهداف التنمية المستدامة 2030.
أجندة “جيتكس إفريقيا”
مركز دبي التجاري العالمي (DWTC)، من خلال شركته التابعة “كون العالمية”، كان سبّاقا للوعي المبكر بأهمية أفريقيا في نقاشات الاستدامة المناخية ودور التقنيات الجديدة في ضمانها.
لعل ذلك ما جعله يطلق هذا العام معرض “جيتكس إفريقيا” لاستكشاف الفرص الهائلة التي يوفرها قطاع التكنولوجيا في القارة السمراء الواعدة بإمكاناتها الشبابية الزاخرة.
وفق معطيات تم استقائها من المنظمين، سيعود المعرض في نسخته الثانية منتصف عام 2024 محمَّلا بباقة من الفعاليات المميزة التي تبشّر بدفع عجلة “التحول الرقمي” عبر القطاعات كافة.
وبعد النجاح الكبير لدورته الأولى في مايو الماضي، سيغطي “جيتكس أفريقيا 2024” بمراكش ثلاثة قطاعات جديدة، هي: “الصحة الرقمية”، “التصنيع الذكي” والتكنولوجيا الزراعية”، مما يؤكد الأهمية المتنامية للقارة الإفريقية في المشهد التكنولوجي العالمي، بحسب الساهرين على حُسن إشعاع الحدث التقني الأضخم قاريا ودوليا.
منظومة الشركات الناشئة بإفريقيا
كما حضرت القارة الإفريقية ضمن “إكسباند نورث ستار” عبر حلقة نقاش حول “منظومة الاستثمار في إفريقيا”. وضمت قائمة المتحدثين في الجلسة فرناندو كابرال، رئيس نمو المشاريع في “ديجاسي أفريكا”، ومارك كلينر، المؤسس المشارك في “دريم في سي”، وياسين لغزيوي، الرئيس التنفيذي لشركة “يو إم6 بي فينتشرز”، ومونيكا شوبيكاي سيمونز، رئيس شركة “آيكون كوربوريت فاينانس” في إفريقيا.
المتحدثون في هذه الجلسة ناقشوا واقع “منظومة الشركات الناشئة” في القارة، لافتين الانتباه إلى أن “بلدان شرق وغرب إفريقيا شكّلت سابقة في إرساء منظومة عمل صحية للشركات الناشئة (منها أنغولا وموزمبيق)”.
ولاحظ المتحدثون أن هذه البلدان الناشئة “يمكن أن تستفيد من تجارب المنظمات الأخرى الأكثر تطوراً مع تقديم وجهات نظرها الخاصة إلى مجتمع التكنولوجيا الإفريقي”.
وأكدوا معطى دالّا مفاده أن “منظومة الشركات الناشئة في إفريقيا من بين أكثر الأنظمة الواعدة على مستوى العالم، حيث تزخر سوق القارة بالكثير من الفرص الممكن استكشافها”.
المشاركون شددوا على أن مشهد الشركات الناشئة في إفريقيا مطبوع بحضور عالمي/كوني لافت، مستحضرين أن ما يزيد على 70% من استثمارات رأس المال الجريء في إفريقيا مصدرُها مستثمرون دوليون.
جدير بالتذكير أن معرض “إكسباند نورث ستار”، الذي استضافته غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، قد نظم أكبر نسخة له على الإطلاق هذا العام خلال الفترة بين 15 و18 أكتوبر 2023 على مساحة العرض الجديدة في منطقة “دبي هاربر” الساحلية، في وقت استضاف “جيتكس غلوبال 2023″ و”إكسباند نورث ستار” (معاً) أكثر من 1800 شركة ناشئة من أكثر من 100 دولة.
كما جمع الحدث الدولي حوالي 1000 مستثمر يديرون أصولاً بقيمة إجمالية تفوق 1 تريليون دولار أمريكي في إمارة دبي، التي استطاعت خلال فترة قياسية أن ترسخ مكانتها في قلب الاقتصاد الرقمي العالمي.
هسبريس بتصرف
