عاجل
24 فبراير 2024 على الساعة 18:38

الزيادة 25 سنتيم في أثمنة أسماك السردين، مادا ربح البحارة ! و مادا ربح المجهزون و الماريورات !!

 من أهم المواضيع التي شغلت الساحة المهنية في الأونة الأخيرة، هي الزيادة في أثمنة أسماك السردين بعد الاتفاق التاريخي بين أرباب مراكب الصيد الصناعي، و الماريورات على زيادة مهمة تمثلت في 25 سنتيما، جعلت السرادلية يستأنفون أنشطتهم البحرية، وهي الزيادة التي لها أهمية كبيرة في التخفيف من التكاليف المرتفعة للرحلات البحرية، وتغطية بعض المصاريف، حيث باتت أنشطة صيد السردين مستحيلة في ظل ارتفاع أسعار الكازوال.

و كشفت مصادر مهنية مطلعة ممن اتصلت بهم جريدة البحر أنفو حول مادا ربح كل من البحارة و المجهزون و كدا الماريورات من الزيادة الأخيرة في أثمنة أسماك السردين، و انعكاس هده الزيادة على سلسلة الإنتاج و على المستهلكين أيضا، و هدا ما دفعنا كصحافة متخصصة لنغوص في حيثيات التطورات الأخيرة المرتبطة بالزيادة في السردين و الظروف التي رافقت هدا الأمر.

إن الزيادة في أثمنة أسماك السردين جاءت بناء على طلبات المهنيين، وخاصة الجمعية الجهوية بالعيون التي راسلت أصحاب الوحدات الصناعية، و كدا وزارة الصيد البحري و السلطات المعنية دون أن تتلقى أي رد بهادا الخصوص، ما جعلها تقرر عدم استئناف أنشطتها البحرية بعد شهر الراحة البيولوجية إلى غاية الجلوس إلى طاولة الحوار، و مناقشة طلبات الزيادة في السعر المرجعي لأسماك السردين، كما أنها سبق أن أوقفت أنشطتها ليوم واحد دون أن تتحرك الوحدات الصناعية المعنية.

1 ) مادا ربح البحارة من الزيادة الأخيرة 25 سنتيم

غالبية بحارة مراكب صيد السردين الدين يشتغلون بالحصيص أو الباي، يعرفون جيدا مدى قيمة هده الزيادة أمام ارتفاع تكاليف أنشطة صيد السردين، ويقدرون هدا في الوقت الدي يحتسبون البيع، و طوناج الكازوال المستهلك لتحديد بشكل متقارب سقف في كل مليون من مبيعات المراكب ( شحال غادي نديرو في المليون )، حيث أن السنوات الأخيرة كانت عسيرة على البحارة، والغالبية فيهم دخل في صعوبات مادية، بل أن البعض منهم و كما يقول البحارة ( قد قد ألولاد ) أي أنه بعد شهرين أو ثلاثة شهور من العمل، و بعد إجراء عمليات لحساب ( ماشاط والو ) ( البيع قد  المصارف )..الزيادة الأخيرة في ظل الظروف الاقتصادية و الإكراهات المرتبطة بالمنافسة الشرسة التي تواجهها المنتجات البحرية المغربية على المستوى الإفريقي و كدا الأوربي، يبقى لها طعم و وزن كبير، لأن من شأن هده الزيادة بالدات أن ( تتغلب نسبيا على التكاليف الباهضة ) وأن يسترجع البحارة أنفاسهم ليرتفع ( المصور ) إلى على الأقل 85 درهم في المليون بطريقة حساب البحارة )

2 ) مادا ربح البطرونات من الزيادة الأخيرة في أثمنة أسماك السردين

شكلت الزيادة الأخيرة المتفق بشأنها بين الماريورات و أرباب مراكب السردين نقلة نوعية في أنشطة صيد السردين، باعتبار الظروف الصعبة الراهنة المرتبطة أساسا بارتفاع أثمنة الكازوال، وارتفاع في التكاليف بحيث انتقلت سومة ( الكاشطي ) من 700 درهم إلى 3000 درهم في أدنى مستوىات ( التقدية )، و فاقم تراجع الأسماك السطحية الصغيرة الوضعية، وأدى ارتفاع تجهيز المراكب إلى كارثة في تمويل سفن الصيد مقارنة مع المردويدة، و حتمية إخضاع المراكب إلى الإصلاح و الصيانة ( لبراسيون ) على الأقل مرة واحدة في سنتين، مع إخضاع الشباك أيضا إلى الصيانة و الإصلاح بشكل دوري، لأنها ألية الصيد التي تعكس المردودية ( الشبكة صيادة ) لتنتقل الأرقام الخيالية المرصودة للصيانة و الإصلاح إلى مستويات قياسية تجاوزت 50 % .

و تأتي الزيادة الأخيرة المحددة في 25 سنتيما في ( الصميم )حسب أحد المجهزين، لأن الامور لم تكن بالشكل الهين الدي يراه البعض، لأن تفاصيل الزيادة و مراحلها كانت عسيرة أمام مجموعة من الإكراهات و الصعوبات، و كدلك و أيضا الوقت الغير كافي للحسم و تحقيق النتائج، إد تم اللعب على التوقيت الدي استغله المجهزون للتصعيد بخصوص الإصرار على المضي قدما في طلب الزيادة ( فترة الراحة البيولوجية ) و أيضا التفاوت بين فترة الراحة البيولوجية في المصيدة ب شهر يناير، و المصدة س 45 يوما، كما أن إكراه أخر فرض نفسه بقوة و يتعلق الأمر بالماريورات الدين هم في ذات الوقت مجهزون، و يمتلكون حوالي 80 مركبا، كان بإمكانهم اسئناف أنشطتهم البحرية بشكل عادي دون أي مانع، ما سيقلب التوازنات و يحطم طموح المجهزين في طلب الزيادة.

3 ) مادا ربح الماريورات من الاتفاق التاريخي بزيادة 25 سنتيما

الزيادة الأخيرة في أثمنة أسماك السردين في الاتفاق التاريخي بين المجهزين و الماريورات كان لها صيت كبير في الأوساط المهنية، ما جعل أصحاب( لوزينات تشدهم الغيرة ودارو زيطة و زمبليطة و شعلوا العافية بالمراسلات لجميع الجهات بما فيهم الكاتبة العامة و الوزير، و ..) ، وبهادا و بالإصرار الكبير في التوافق على تفعيل زيادة 25 سنتيما في أثمنة السردين، كسب الماريورات احترام البحارة، و احترام المجهزين، بالنظر إلى عدد من الأمور التي تعاكس الظرفية الراهنة خاصة إدا أخدنا بعين الاعتبار أن منافسة شرسة تعانيها المنتجات البحرية على المستوى الإفريقي من الشركات الصينية بحكم التكاليف المرتبة بعلبة الأسماك ( لاطا )، حيث أن دولة الصين تنتج العلبة بأقل نكلفة عكس المغرب ما يجعل المستهلكين في الدول الإفريقية يفضلون استهلاك الأسماك المعلبة الأقل ثمنا، من المنتجات المرتفة الأثمنة و هو حال المنتجات المغربية المعلبة، كما أن الدول الأخرى التي يعتبرها المغرب من بين الأسواق الرئيسية كالبرازيل و جنوب إفريقيا لمنتجاتها البحرية، فإن السردين من نوع البيلشارديس توفره دولة الشيلي، ما يجعل البرازيل تعزيز وارداتها من أسماك السردين من دولة قريبة منها وفي نفس القارة و بأقل تكلفة بكثير من الفارق عن المنتجات المغربية.

إن الظروف الراهنة تستدعي نوعا ما التريث و دراسة جميع الجوانب مع التنازل أيضا لتحقيق بعض الأهداف المهنية و منها على الأخص الزيادة في الأثمنة، إذ أنه من جانب أخر، يعد التثمين من  الآليات المهمة للحفاظ على التوازن الاقتصادي والاولويات التي يتعلق بها أنظار المهنيين  أملاً في بناء  مهنية أفضل، وتحسين الممارسة المهنية بأسس  سليمة تحفظ للأطراف الداخلة في المعاملات حقوقهم ( البحارة، المجهزون، الماريورات)

 وتعاظمت أهميه التثمين في مخطط أليوتيس في ظل التطورات التي يعرفها القطاع، فضلا عن ترقب اعتماد النسخة الثانية للاستراتيجية الملكية أليوتيس التي ستعتمد بشكل أساسي على التثمين و التنافسية، نحو  تحديد القيمة الحقيقية والعادلة لكل طرف على حدة حقوقه في المعادلة البحرية بين البحارة و التجار و المجهزين، و هو ماسيقود المهنة إلى الاستقرار و التوازن و خلق بيئة مهنية استثمارية تجلب الرساميل و تنظم السوق المحلية.