عاجل
25 يونيو 2022 على الساعة 13:25

الأخطبوط … بعد قرار توقيف نشاط الوحدة الفرعية 2 بالداخلة، ماهي التدابير الأخرى المصاحبة ؟؟

أكدت مصادر مهنية محسوبة على المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري على أهمية إثراء المخزون السمكي في مصايد التهيئة جنوب سيدي الغازي، نظراً لما يتعرض له من انخفاض وانهيار عاماً تلو الآخر، من خلال إقامة دراسات ومشاريع وإصدار توصيات خاصة لتجنب الكارثة.

وقالت المصادر العلمية في تصريحها لجريدة البحر أنفو، أن المخاطر التي تواجه الثروة السمكية والاقتراحات لإعادة التأهيل تأتي في سياق استعراض نتائج التقرير العلمي للمعهد الوطني للبحث في الصيد حول المخاطر التي تهدد الأنواع المختلفة من الأحياء البحرية خصوصا الأسماك التجارية من قبل الإخطبوط، و الكلمار و السيبيا التي أصبحت مهددة بالانقراض.

وأوضحت المصادر العلمية أن انهيار مخزون الرخويات جنوب سيدي الغازي، من خلال التحليل و الاحتياجات و الإجراءات الإدارية العاجلة و اللازمة لإعادة التأهيل، التي تستوجب إدارة الموارد البحرية القائمة على النظام البيئي، حيث حذرت مهتمون في القطاع من تناقص المخزون السمكي، و انهياره الكلي، نتيجة تعرض المصايد للاستنزاف الممنهج، و الصيد الجائر من طرف قوارب صيد تقليدية قانونية و غير قانونية، و الإطارات الهوائية في عز فترة الراحة البيولوجية، و فترة توالد الإخطبوط.

ورغم ناقوس الخطر الذي دقته جهات مهنية محسوبة على البحارة، و المستثمرين في القطاع للحد من الاستنزاف، إلا أن السلطات المسؤولة و المعنية بحماية الثروة الوطنية للبلاد، تغاضت و كانت وسيلة سهلت استفحال، و انتشار ألاف القوارب الغير قانونية، بل تورطت جهات في إخفاء و التستر على الذمار الشامل للثروة السمكية تحت غطاء حساسية المنطقة، و السياسة الفارغة من محتواها و التي اليوم سيؤدي الاقتصاد الوطني، و ساكنة المنطقة، و المستثمرين المحليين نتائج الانهيار الكلي.

تصريحات متطابقة قالت لجريدة البحر أنفو، أن الحكومة هي أول مسؤول عن صيانة و الحفاظ على الثروة السمكية للوطن، و من واجبها العمل على الحد من الاستنزاف الذي يطول الثروة السمكية سواء على صعيد التشريعات أو التوعية أو الحماية، و خاصة التشديد و الاقتصاص من المخالفين، حيث أنه في الوقت الذي يتوقف صيد الإخطبوط في فترة التوالد و الراحة البيولوجية، تشتغل قوارب الصيد التقليدي بالمنطقة على أصناف من الرخويات كالكلمار و السيبيا، و هي فرصة أيضا لاستهداف الإخطبوط في إطار الصيد الممنوع و الغير قانوني و الغير مصرح به، و الغير منظم، حيث أن التقرير العلمي الأخير يشير إلى كارثة انهيار خطيرة تعود بنا إلى ما قبل سنة 2001 عندما أفلست شركات صيد عتيدة في أعالي البحار، و تشردت العديد من الأسر البحرية، و أدت القروض البنكية الغير مدفوعة العديد من الوجوه إلى السجن.

و أشارت المصادر إلى وجود دوافع التغيير في قطاع الصيد البحري، مع الإجماع على الاعتراف بحصول استنزاف بمصايد التهيئة جنوب سيدي الغازي، ولابد من وضع سياسة للحد من ذلك، عازية هذا الاستنزاف إلى التدخل البشري، كالصيد الجائر، ما أدى إلى تعرض الأنواع السمكية الرئيسة الإخطبوط، الكلمار، السيبيا، إلى الانهيار الكلي و استنزاف شديد في مستويات تفوق المستوى المستدام بنحو ثلاث مرات، مع عدم وجود التدابير والإجراءات اللازمة للحد من الاستنزاف، وتعرض الأنواع المذكورة إلى استغلال يتجاوز المستويات المستدامة.

شهادة أحد بحارة الصيد التقليدي بقرية الصيد لبويردة لجريدة البحر أنفو، أن تركيز الصيادين على الإخطبوط بسبب الأثمنة المغرية الذي تقدمها الوحدات الصناعية بالمدينة، ما شكل ضغطا على المصيدة و أدى إلى تدهور حالة المخزون بشكل كبير، مشيرا إلى أن من أسباب نقص المخزون السمكي أيضاً استفحال و تنامي القوارب الغير قانونية بشكل غير مسبوق أمام أعين السلطات التي تقف مكتوفة الأيدي أمام الظاهرة التي تهدد بالشلل الاقتصادي التام بالمنطقة، و تندر بخراب الاستثمارات الكبيرة في القطاع، قوارب تقليدية غير قانوينة، و أخرى قانونية تنشط في الصيد الممنوع تحت رعاية والي المدينة الذي يتدخل و يتوسط لمنع الجزاء في حق بعض من يسقطون في أيدي المراقبة.

الأسئلة كثيرة و مختلفة حول الأسباب الكامنة وراء انهيار المخزون السمكي للإخطبوط بمصايد التهيئة جنوب سيدي الغازي، و المسؤولية يتحملها والي جهة الداخلة واذ الذهب في تفريخ مئات التعاونيات و القوارب، و المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري في تقاريره المبهمة و الغامضة، و وزارة الصيد في تنصلها من واجبها و مجانبتها الصواب في التدبير الجيد للقطاع، و مهنيي القطاع في الحرب الضروس الغير معلنة فيما بينهم دون الاهتمام بالمصالح المشتركة الدائمة إذن :
– فما هي الحلول الآنية لوقف النزيف و بدء العمل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ؟
– ما هي المراحل المستعجلة التي يستوجب سلوكها في هادا الجانب ؟
– ماهي القرارات الصعبة التي تنتظر المستثمرين في القطاع أمام هده الوضعية ؟
– ما هي جوانب المسؤولية الحكومية في هده الوضعية ؟
– متى ستعلن وزارة الصيد البحري و معها المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري تقرير علمي مفصل عن حجم الكارثة التي حلت بمصايد التهيئة جنوب سيدي الغازي، و الوضعية الحرجة و الغير مسبوقة التي هي عليها ؟

محللين شددوا في تصريحهم للبحر أنفو، على ضرورة تعجيل تحويل مصايد الأسماك من مستنزفة إلى متجددة، ثم إلى مصايد مستدامة قبل فوات الأوان، إلى جانب وضع خطة مستدامة للصيد، وتفعيل إدارة المصايد، واتباع أفضل الممارسات العالمية، ووضع نظام موحد لجمع المعلومات و المعطيات.